Thursday, 17 November 2011

إقحام مجلس و إقتحام دولة


لنتفق على حقيقة او منطق ان دخول البيوت بغير اسئذان اصحابها مجرّم اخلاقيا قبل ان يكون قانونيا او اجتماعياً ،، و لنتفق بأن التخريب لهذا البيت بشكل متعمد و كسر القانون و سرقة ممتلكاته و انتهاك دستوره ايضا مجرّم و فعل اشنع من السابق وصفه.

فللكويت حرمة تتمثل بقانونها و دستورها و تم انتهاك الاثنين، رضينا ام ابينا اختلفنا ام اتفقنا على من كان المنتهك الحكومة، الاعضاء، الصراعات الخارجية الخ،، قانون و دستور البلد لم يصان كما يفترض، و الجرم حاصل، الفرق بين من شاهد و استنكر دخول الجموع لمجلس الأمه ليلة البارحة هو البصر و الإدراك، فيبدوا ان اعينهم  أبصرت و ابتعدوا عن الإدراك في رؤيتهم للأمور و اقتصرت تلك الرؤية على ما ظهر في الكاميرات وتراه الاعين، و غابت عن تضخم الارصدة و نهب البلد و خطة تنمية التي لم نتموا و مستشفى وحيد لم ينجزا و نرى المبنى المجاور لمجلس الأمة يبنى بلمح البصر كغيره من المشاريع و الهبات و المناقصات “السكّاتيه”!! في وقت تتسابق به الحكومات على إعلاء اسماء بلدانها لتتصدر الساحة الإقتصادية و السياسية و المعرفية و الفنية العالمية، و نرى الصين تنهض كإقتصاد و تنهار أمريكا بنفس الأداة، و نحن نترقب ذلك المركز المالي المذكور وغير المرئي، نرى ثورات الشعوب من حولنا و تغييرات في الخارطة السياسية، و نرى تنازع الاحزاب و التيارات على السيطرة ولا نرى من يحب الوطن.

فإن كان فعل الدخول للمجلس ليلة البارحة “همجيا” و مجرم قانوناً و ادركته عقولكم و أثاركم، كلي أمل أن تصل لإدراككم الافعال التي لم تراها الأعين و فاحت رائحتها النتنة من تضخم لذلك الجرح المتقرح في جسد الكويت، فهي لا تقل همجيةً بل تزيد عنها بمراحل، فلا اشنع ممن يستبيح قانون و أمانة بلد و مواطن.

ان كانت لكم عين ترى “الهمجية” بإقتحام المجلس من شعب ثار بغضب مستنكرا احوال بلده، فكلي أمل بان تروا حقيقة ما ولّد هذا الغضب بعينكم الأخرى، فلنختلف على اسلوب التعبير و ننتقد “فورة” الغضب لكن لا نطالب بالمثالية و نحن نتكئ على ارائك مريحة في منازلنا و هم خارجون للتعبير عن انفسهم، فان كنت ترى ما يرون ولا تتفق “بطريقة” التعبير، عبر بما تريد و كيفما تريد الآن، اربط شريطة، انشر مقالة، قم بعمل فيديو كالذي تصوره في كاميرا التلفون الذي تحمله بيدك و انشر رأيك، عبّر و تكلم و كن مثالاً يحتذى به!

لا انفي حق النقد لما حصل ولكني اطالب الكل بالتعقل و الرؤية الكاملة للمشهد و النقد برقي، فأنا لا اؤيد دخول البرلمان ليلة البارحة  جملة و تفصيلا، هو بيتنا الذي ندخل له اعضاء منتخبين و لنا الحق بمراقبة ادائهم و ندخله لحضور الجلسات و لكل بيت حرمة، هو بيت الشعب صحيح، و لكننا ارتضينا الدستور كمنهج لنا فالاجدر ان نلتزمه و نلتزم اساليبه و إن انتهك او تم استغلاله بشكل سيئ فنحن الأجدر بحمايته! بنفس الوقت لا اغفل عن غضب الجماهير و صعوبة التحكم بالجموع و انتفاء المثالية في تلك الحالات، و للمخطئ بنظري اوجه الكلمات التي سطرت اعلاه كرأيي الشخصي، بلا انتقاص من مواطنتهم أو شك بالنوايا، و اشدد التذكير بأنه إن انتهك الكبار حرمة المكان فلا نرتجي من الصغار عدم انتهاج نفس المسعى سواء بالخير او الشر، على الرغم من إيماني بأن من دخل ذهب ليسجل موقف بأنه ثائر و غاضب لما يحصل في قاعة عبد الله السالم، كل إناء بما فيه ينضح و من المجحف ان نترقب من البشر الكمال، لا سيما في وقت فقدان السيطرة.

و إن كنت لا ترى  اي خلل ولا تريد التغيير، لك الحق ايضا بالتعبير بما ترى، بالصدق و بالحقّ لا بالإهانة و التشكيك او تصنيف المجتمع الكويتي كما تهوى، فكل من يحمل الجنسية الكويتية هو كويتي وفقا للقانون. لنتعامل مع الوطن كمواطنين، لا اعداء ولا مرتشين محدثين او قديمين من بطنها او ظهرها، الكويت وطن اسمى من تلك التصنيفات.

ولا يعني توجيهي لطلب الرقي بالتعبير من “الغير مطالبين بالتغيير” يعفي المطالبين ليلة الباحة من التعقل و الرقي لكني اختم باني اعذر لاخي زلته و فورة غضبه و اخاطبه بحب و ان اتينا لتطبيق القانون!!! فلنطبقه عليه و على كل من خالف قانون الكويت و دستورها داخل و خارج قبة البرلمان، و لنتساوى كأسنان المشط ،، من باب التغيير. و إن تم اقحام المجلس بالموضوع فهذا لا ينفي إقتحام الدولة ممن لا يحبها بحق.

اكره السياسة و احب الكويت