في معرض الكتاب الماضي صعقت بسرعة بيع الرواية! لكن لأحلام مستغانمي قاعدتها و لي مخاوفي! فبعد اعجابي ب"ذاكرة الجسد" اصابتني الروايتين التاليتين لها (عابر سرير - فوضى الحواس) بنوع من الصدمة، فذاكرة الجسد كان لها الاثر الجميل في نفسي ، ليس فقط لانها انارتني جزائريا و لكن لانها تحدثت بموضوع محضور و سائد ، ماذا لو احببت من لا يمكن ان ترتبط به؟! و عليه قبع اسم مستغانمي بذاكرتي، ولان هذه التدوينة ل الاسود يليق بك، ساتفرغ لها ..
طرت فرحا بالحصول على النسخة "المخشوشة" من معرض الكتاب، بعد ان واجهت كلمة الاحباط التي يتخوف منها كل زائر للمعرض "نفاذ الكمية!" و لكن مصادقة العاملين في المكتبات كان جدااااا مجدي :)
رواية سلسة، لا تتطلب الكثير من الوقت، بدايتها و قلبها يحملان نهايتها آمال كبيرة! فهي رواية حب مبني على الكرّ و الفرّ، حب الانتصار و التملك مقابل السذاجة و الاعتزاز بالنفس، علاقة غير متكافئة و مثيرة للإهتمام. على الرغم من ان هذه الرواية لم تنل على اعجابي بقدر كبير لكن احلام مستغانمي تمكنت من ارسال رسائل عميقة ببعض جمل هذه الرواية، مثل:
"لا حبّ يتغذى من الحرمان وحده، بل بتناوب الوصل و البعاد، كما في التنفّس، إنها حركة شهيق و زفير"
"الحب هو ذكاء المسافة، ألا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلاً فتُنسى"
هناك الكثير اجمل و لكن نظرا لحرمة "التخطيط / التلوين" على الكتب في قاموسي :) كان من الصعب ان انتقي اجمل تلك الجمل التي رسخت في ذاكرتي خاصة و اني انتهيت من قراءته من فتره غير وجيزة، لجمال تلك الجمل لا بالظرورة قناعتي بها..اتمنى أن أتجرأ و اخط غير الحروف المطبوعة في الكتب التي اقرأ؟ ماااادري :} بس ودي!
من النفحات الجميلة في الرواية، تلك الصبغة الجزائرية المأخوذة من حياة المواطن البسيط الذي واجه الارهاب في قلب وطنه و التي احترمها جدا من قلم مستغانمي، فالكاتب المرتبط ببيئته يعطينا منظور اخر و اجمل قد لا نوفق بمعرفته خلال حياتنا اليومية بالإضافة لترسيخ ان الابداع يأتي من اي منبع لا بالظرورة من تلك البلدان التي يزدهر بها فن الكتابة.
استطاعت احلام ان تؤثر بي كثيرا من خلال قصة غير مرتبطة بالإرهاب و معاناة المواطن الجزائري معه، و لكن قصة تلك الأغنية التي ابكت بطلة الرواية! و هي باللهجة "
الشاوية" و التي حسب الموروث الجزائري، غنتها امرأة من منطقة "
مراونة" بكت "عيّاش-يها" بعد ان اخذهم رجل طامع! لن استرسل فكلي امل ان اثير فضولكم حولها ..
لا تخلوا الرواية من ذلك الرجل المراوغ الذي يعزف على اوتار اعجاب المرأة كما تريد المرأة! فمع احترامي للرجال لكن فقط قلم امرأة قادر على ذلك الكر و الفر و الصبر و الشجاعة للمحاولة للوصول لقلب المرأة، و ان كان هناك رجل يجيد ما حبكته من مناورات فهو نادر، اما ان وجد عاشق تلك البطلة بالواقع، فا عويذ الله من شره!
٣ من ٥
و تستحق القراءة :}