Sunday 1 August 2010

213 : إهداء


هالاهداء موجود في بداية كتاب "أطلس جرائم الحرب العراقية في دولة الكويت " من إعداد د.عبدا لله محمد الحمادي و عبد اللطيف احمد العبد الرزاق. الكتاب جميل ويحوي إحصائيات عن كافة الجرائم اللي حصلت بالكويت في فترة الغزو العراقي على دولة الكويت الذي ابتداء في ٢ أغسطس ١٩٩٠. و الأطلس يحوي كافة مناطق الكويت و كل ما حصل بها

إحدى العزيزات في تويتر "أصبحت مدمنة تويتر في الآونة الأخيرة، مستمتعة بالمجتمع التويتري بصراحة" سألت التالي

--
20 years ago, how did you hear or know that kuwait got invaded? Where were you? What were you doing? How did you take the news?
--

في ليلة الأربعاء الموافق ١ اغسطس ١٩٩٠ كان آخر يوم عمل في الأسبوع و معه تبدأ إجازة والدي، الذي اخبرنا بأنه قادم، كنا في الأردن مع والدتي و جدتي و بعض خالاتي، حضور والدي يعني "سيارة و فرارة" بالوقت الذي يمضي بدونه هناك، كنا نعتمد على أنفسنا في كل أمورنا و كنت استمتع بالمشي، بلد هادئة و كنت أرى نظرة غريبة لكنها كانت تقول هاهم "الخليجيين موفوري الحال" و لم يمسنا احد بأذى، أمضينا سنوات عديدة من السفر للأردن امتدت من الثمانينات و حتى بداية ال٩٠

إن شاء الله الخميس العصر أو المغرب أبوكم يوصل .. قالت امي

صباح الخميس الموافق ١٩٩٠/٨/٢
استيقظت سعيدة لأنه يوم ميلادي و اليوم الذي سيكون والدي معنا لنمضي ما تبقى من الإجازة بوجوده، حين خرجت للممر الذي يحوي النوافذ المطلة على "المجنونة" التي زرعتها جدتي و بقيت تتربى على مر السنين حتى "تعرشت" فوق "الحوش" الواقع تحتها و أصبحت تظله، و تحت تلك النوافذ التي تدخل أجمل نور مختلط بالخضرة و النسمات الرقيقة في كل صباح، وضعت جدتي أرائك، و كانت المفضلة لديها لتقضى بها ساعات الصباح الأولى

خرجت للممر لاني اعلم بان الكل يجتمع حول جدتي و مذياعها ، الذي تستمع من خلاله للأخبار،،،، البي بي سي كانت المحببة لها، رأيت أخي الذي يكبرني ب ٧ سنوات لأول مره يبكي! لم افهم لطالما كان عنيداً حتى حينما يعاقب أو يضرب لم تدمع عيناه قط من قبل، أمي جالسة بجانب جدتي لا أرى وجهها! كانت يدها على خدها ، جدتي لأول مره تنظر لي بهذا الشكل، امرأة صلبة عتيدة لم أراها تدمع في حياتي، و لكني لأول مره أراها تنظر لي بنظرة أسى، بلحظات لحقني أخي الذي يكبرني بسنة
"اشفيهم"
انا: مادري
بنت خالتي : الكويت راحت، العراق خذتها
و مشت ..

اتجهت لأمي،،، يما شنو صاير
رفعت رأسها لأرى عيناها الغارقة بالدموع ووجنتيها الحمر ،، علمت بان ما قالته ابنة خالتي صحيح و لم تقله لتغيظني لأننا كنا ما يقارب "جني و عطبة!" و جاوبتني أمي

"العراق غزت الكويت"

لم استطع فهم ما تقوله والدتي، فكل ما كنت اعرفه بان العراق دولة شقيقة و كنا نساعدهم في حربهم مع إيران

"وين ابوي"

بكت أمي و هدأتها جدتي و ذكرتها بان لها أبناء يعتمدون عليها، التصقت أنا و أخي بوالدتي و أرى أخي الذي يكبرنا يبكي و يقول بأنه يجب أن يكون بالكويت الآن، لا اعلم كيف لكن جدتي سيطرت على الموقف و سرعان ما اجتمع كل من بالبيت في ذلك الممر ليستمع للأخبار، على الرغم من وجود التلفزيون؟

أتذكر باني سألت جدتي لما لا نشاهد التلفزيون؟ آو نسمع أخبار من قناة عربية! أجابت بأنها تريد الحقيقة و راديو الكويت "ما يلقط". و سمعت الخبر من البي بي سي بان العراق اجتاحت الكويت

أحداث كثيرة حصلت و وصل والدي بخير في تلك الليلة و قال بأنه سمع الأخبار كما سمعنا فلم يلحق على الاجتياح و قد صدم بالخبر في الحدود السعودية حينما غادر السعودية و لم يصله الخبر حينما غادر الكويت، و لأول مره أرى أبي لا يعرف ما يقول، لطالما كان ذلك المتحدث المتدارك لكل الأمور، لكنه سرعان ما طمأننا بأنك الكويت ستعود

في ذلك اليوم أكملت عامي العاشر، و رأيت دموع أهلي و دموعي التي أتت لاحقا حينما أيقنت بان ما سمعته صحيح و أن منزلنا قد سلب و هويتنا قد تعدي عليها! لكننا كنا ولا زلنا كويتيون ،، أحرار

و خلال أيام قليلة، صدمنا بردة فعل الرؤساء العرب المتخاذلة، و الملك الأردني الذي عشقنا بلدة و كنا نزورها كل صيف لم يستنكر الاعتداء منذ اليوم الأول! و صعقنا بان ياسر عرفات رئيس فلسطين يؤيد صدام حسين الرئيس العراقي في ذلك الوقت في غزوه للكويت! ياسر عرفات!! الذي حماه بابا سعد "الشيخ سعد العبد الله الصباح" من الموت بيوم من الأيام و الذي لا يكف عن تقبيل حكامنا و لم تكف الكويت عن دعمه بالمال او المواقف المشرفة، و توالت بيانات التأييد للعراق من اليمن و ليبيا و لن اسرد خيرات الكويت التي غطت البلدين و يكفيني بأن الكويت هي "الكويت" لم تتغير ولم تتلون!! كنت طفلة لكني تعلمت بالدليل القاهر و الواضح معنى نكران الجميل و الغدر! حتى ممن كنا لهم عون. و للتاريخ ذكرى هنا لكل من اراد الإستفاضة بما فعله العرب

من كانوا ينظرون لنا أصبحوا يتكلمون بأقسى الألفاظ من تأييد للعراق و حقد على الكويت، و من كان يتمنى أن يقيم والدي في فندقه أصبح يقول للمواطن الكويتي الذي يعرض عليه الدينار الكويتي آو الدولار: ما بنأجرش لكويتيين

دولة بأكملها التي اختلطت فيها الأعراق الفلسطينية مع الأردنية تنبذ الكويتيين؟ لم أكن افهم، كنت اعتقد بأنهم يرونا ك بشر، مقبولين طبيعيين، لا "كويتيين فقط" بيوم و ليلة منبوذين بعد أن كان الكل يطلب رضانا و يتمنى القرب منا؟

توالت المواقف الجارحة و الألفاظ السامة، حتى قرر والدي اللجوء إلى السعودية بحكم انه لم يحمل أموال إلا تلك المتوفرة بوقتها و لان القيادة الكويتية في السعودية، و الحق يقال لم نعامل إلا كضيوف مرحب بهم، فلا اعلم كيف توفرت لنا سيارة أخرى و منزل بلمح البصر، و احمد الله على كافة نعمه التي حبي الكويت بها، و كونها الدولة الوحيدة التي كانت تنفق على رعاياها في مختلف الدول خلال الاحتلال، فلم تتركنا تلك الدولة المعطاءة ولا قيادتنا ولا شقيقتنا السعودية و سائر دول الخليج و من أيدنا في العالم وحيدين

كانت نافذتنا على العالم قناة ال"سي ان ان" التي جعلتني اقدر كثيرا ذلك الشغف للغة الانجليزية الذي جعلني افهم ما يقال ولا اعتمد على الإعلام العربي، و من ثم ظهرت ال "ام بي سي" تلك اليافعة الصادقة، و تميزت بين القنوات بذلك الوقت

المؤتمر الشعبي بجدة، كلمة بابا جابر في الامم المتحدة، نبذة من المواقف اللي خلتنا ككويتيين نبكي و نبقى "على قلب واحد"، ما كنا نفرق بدوي ولا حضري ولا سني ولا شيعي ، كنا نبي الكويت و كانت عازة علينا دموع جابرنا و نبي كويتنا، اكره ذيج الايام بس افتقد ان الكويتي كان غالي على الكويتي اللي ما كان يسأله عن شي ولا يطالع لاي فئة اهو ينتمي

كنا بس كويتيين

و للحديث بقية

2 comments:

Seema* said...

عوّرتي قلبي!
الله يحفظ الكويت من كل شر :)

Q80-ChillGirl said...

Seema*
Ameen ya rb