مال البخيل ياكله العيار

قبل أن تصبح مطلقة ببلد يجرم المرأة المطلقة جعلت البخيل يعطيها طقم من الحلي التي كان يشتريها لها بأغلى الأثمان (بخيل لأنه كان يحب أن يظهر غنيا و كذلك زوجته و لكن لا يجعل لها الحرية بالتصرف بأي شيء و لم يفضل الإنفاق على الحاجات الأساسية بقدر التباهي و رسم صورة الغنى على حياته) و عند عودتها من المكان الذي استلزم لبسها للحلي يجري فحصا دقيق على ما تم لبسه و من ثم يعيده لخزنته الأمينة، كان بخيلا بكل شيء ماعدا الحلي! هذا ما أثار استغرابي و فيما بعد عندما كشفت شخصيته الحقيقية و فهمت!

ذهبت إلى منزل قريبتها التي تزينت لكي تزورها و من ثم إلى صائغ ولكن ليس للذهب بل للإكسسوارات و الحلي المزيفة. و صنع لها طقم طبق الأصل من الطقم الأساسي و عندما تذهب للزيارة تستبدل الأصل بالمزيف و تعود بالمزيف للبخيل و تكررت العملية حتى امتلأت خزنته بالنسخ المزيفة و احتفظت أختها بالأصل. قبل الانفصال و ترك الأولاد الخمسة لها لكي تربيهم شريطة أن لا تأخذ أي من الممتلكات التي وهبها لها أيام الزواج و من باب المبالغة يقال انه حتى رفض أن تأخذ ملابسها. طلق فرحا و مترقبا أن تعود بعد أن انهكتها قلة الحال و المال! و لكنها اشترت منزلا لها و لأبنائها، من ثم الخدم و السائق و .. الخ مما امتلاءه به حياة الخليجيين من ضروريات غير لازمه و لازمة. بعد أن تم تحويل المجوهرات إلى أموال و استقرارها و ضمانها لعدم قدرته على الاقتراب منها أخبرته بحيلتها الصغيرة، جن جنونه و حتى اليوم يحاول أن يصطاد بالمياه العكرة فتارة بوهب أبناءه و بناته اكثر مما تستطيع هي توفيره و تارة بان يحاول إغلاق كل محل تجاري أو عمل تحاول أن تنشئه. ولكنها بالنهاية كسبت منزلا و حياة و أبناء لم يتخلوا عنها و أصغرهم عمرا تبلغ الواحدة و الثلاثين و سيتم الاحتفال بزفافها خلال شهر.

لما سمعت هالقصة صج طرى على بالي المثل "مال البخيل ياكله العيار!"