Sunday 30 October 2011

سبمبوت

سبمبوت هو اسم الصالون الثقافي الذي تأسس على يد فتيات كويتيات و يدعوا كافة افراد و اطياف المجتمع للحضور،،، تستطيعون متابعته عن طريق تويتر و التحديث مستمر للضيوف و مقتطفات من الملتقيات، و سبمبوت كما كتب في حساب تويتر الخاص به :

 .تجمع شبابي معني بالشأن الفكري و الثقافي ........ نرفع السقف عالياً حتى نُزيله

تنقلت بين الاحداث الثقافية في الكويت و التجمعات بشكل خجول و مقل نوعا ما، بدايتي كانت مع دار الآثار الإسلامية التي عرفني بها المدونون و منها فتحت لي افق كثيرة، ما يحزنني على المشهد الثقافي الكويتي هو تخفيه و ان صح التعبير قلة الإعلان عنه، فعليك ان تكون متواصل مع الجهة المعنية او مع من يتواصل معها لتعلم بما يحصل و سيحصل! طرق الاعلان التقليدية كالصحافة و الإعلام المرئي مع الأسف تلتفت لقشور المشهد الثقافي في الكويت و تغطيه على استحياء و بإنتقاء، فالكثير من المعارض الفنية لا يتم تغطيتها والاحداث الثقافية تمر بصمت...

الحياد و عدم الرغبة بالظهور لمجرد الظهور او الشهرة او التصنيف لك كشخص "مثقف" بغض النظر عن واقع ما تحوي من فكر، اكثر ما انشده بكافة التجمعات و الاحداث حولي في الكويت. بداية سبمبوت قريبة و اعلم مقتطفات عنها ولكن الاهم هو وجود سمبمبوت.
 
تعدد الضيوف ما بين سياسيين، مفكرين، كتاب، فنانين و المشترك بينهم هو ذلك المجتمع الغض المتعطش للمعرفة و الثقافة، لتنمية الفكر و العلم، بحياد عن كل الموروثات و ما يلتصق بنا من تصنيفات فردية فرضتها علينا ثقافة لا تُعنى بشكل أساسي في الانسان. سبمبوت تجمع عقلاني حيادي، فلا اطراف سياسة ولا فنية ولا دينية تسيّره، مع احترامه لكافة تلك الأطراف والرقي بالتعامل معها، و هذا بالتحديد ما دفعني للحضور لأول مرة يوم السبت الماضي ، و كذلك نظرا لقرب التصوير و الفن لميولي، فا قلت "زلقة بطيحة" استطلع الوضع و اشاهد بنفسي بدلا من الإكتفاء بمقتطفات في تويتر. 

استمتعت و اضاف لي كل من الضيفين و الحضور الكثير، و الوم نفسي كثيرا على عدم تدوين ما قيل لاكون منصفة في النقل، كتبت تويت وحيد ذكرني بما قاله المصور الأمريكي كلنت كليمنس "كمحتوى لا اقتباس" حول الفرق ما بين الفن و الفنون الجميلة، الذي عرفه بكل بساطة بـ "الوقت"! فالفنان "في حالة كلنت يبرزها من خلال عدسته" يجب ان يكون مبدعا في ابراز فكرة  و يطلب منه ذلك في إطار زمني، و من خلال مهمة محددة، يقوم بإستجماع طاقته الابداعية ليبرز عمله الفني. اما الفن "الجميل - ان صح الإفراد باللغة العربية" فهو عمل يتحرر به ابداعك من حاجز الوقت و يعمل بما يحتاجه من وقت لا ما يفرض عليه من وقت.

تحدث بكل بساطة و سهولة عن المشاق التي يتكبدها لتنفيذ صورة سواء في الواقع او اخذه لصور واقعية و دمجها الكترونيا ليصنع صور فنية يصعب "او يستحيل" تطبيقها في الواقع، رجل متمرس علي الابداع و في تعابيره و اجاباته الكثير من المنارات التي تسهل علينا الحياة بشكل عام ، و ليس فقط التصوير الإعلاني أو الفني.

أما الضيف الآخر من دولة مصر، أيمن لطفي، مصور و فنان تشكيلي ، يدمج ما بين التصوير و الرسم الواقعي على العارض/ العارضة ، مستخدما الكمبيوتر فيما بعد لرسم طبقات إلكترونية على الصور. لطالما فصلت ما بين الفن التشكيلي و التصوير و إن تدخل الكمبيوتر افضله بشكل كامل او لعمل تصميم و من ثم تنفيذه واقعيا بأيدي الفنان، على عكس ما رأيت لدى ايمن لطفي .
أكثر ما لفت انتباهي في حديث الفنان أيمن حبه للإبداع و المحافظة على الملكية الفكرية، الموضوع الذي تفاعل معه الكثير من الحضور بشكل واضح و لمس عدد منهم بشكل شخصي من خلال "سرقات" لصور لهم، و من هنا تجلت لي جمالية الحضور و عقلياتهم الأروع، التي تقدر الملكية الفكرية، و اجتمع الكل على ان الملكية الفكرية تحتاج للحماية، الوعي، و تثقيف مجتمعنا بها.

تحدث أيمن عن الإحتكاك بالبيئة الفنية العالمية التي اتاحت له معرفه كلنت، الذي لم يخف اعجابه بصور أيمن عند عرضه لها. التصوير التجريدي كان امتع ما عرض من وجهة نظري وذلك لقرب الفن التجريدي مني :) عرض صورة لدرجات سُلم في الفندق الذي يقيم به، من الأعلى، و من ثم كررها بشكل جميل يجعل العين المجردة تتناسى بان مادة الصورة هي ،، درجات سلم!

لقاء بسيط و جميل، راقي و مهذب، مثري و ممتع

انصح كل المهتمين بالثقافة من اجل الثقافة، متابعة حساب صالون "سبمبوت" الثقافي، فالعائد الفكري يستحق التفرغ للحضور ، و من باب التغيير عن ثقافة الإستهلاك المادي، لنستهلك عقولنا بالامتاع او الإستفزاز الفكري، شكرا لفتيات الصالون، لحضور الصالون و لضيوفه، جهد راقي يشكر الكل عليه

No comments: